الأربعاء، 15 يناير 2014

يلتهمنا نوع جديد من الوحدة ، إنها وحدة أن تكون محاطا بكم لا متناهي من الأصدقاء الافتراضيين .. أصدقاء لا تراهم ولا تشعر بهم ، أنت فقط تتواصل معهم في علاقة ذات بعد واحد .. شاشة وأزرار.
مافائدة الصديق حين لا يكون يدا ؟ حضنا كبيرا .. شفتين وابتسامة ؟ فنجان قهوة متسخ عند الأطراف ؟ كيف يمكن أن تكون مع اصدقاء تمضي معهم  ثلاث أرباع وقتك ولا يستطيع أحدهم أن يشير إلى ثقب في جوربك ؟ أو إلى أنه حان الوقت لتأخذ دوشا واضعا أصبعي السبابة والإبهام على طرف أنفه في إشارة إلى أن الأمر لا يحتمل التأجيل ؟ تلاشي العمق بسبب ثقافة الإلتهاء والإنغماس حتى أخر نقطة في عالم صنعته ولكنه ليس بالضرورة أنت أو ربما جزء يسير جدا منك ، ولكنه حتما ليس أن كإنسان. . حتى وإن تواجدت مع أصدقاءك بجسدك ولكنك لا تحضر بوعيك ..وعيك الذي يلتقط الزفرة الحارة ونظرة العين القلقة ويتفاعل كما يبنغي أو كما تحتم عليه قوانين العلاقات الإنسانية قبل أن نصبح أشباحا رقمية بإسم مستخدم وكلمة مرور  ، الإلتهاء عن كل ما يدور حولك رغم وجودك المتوتر والمتملل غالبا .. حتى تصبح جلسة أصدقاء فعلية في مقهى ما هي مجرد لقاء ليتحلق جميعهم حول شاشاتهم الصغيرة ، ليقوم كل منهم بتحديث صفحته على الفيسبوك حول ماذا يفعل ومع من وماذا طلبوا مع القهوة ، وأن التشيك كيك كان لذيذا ثم ينهي تحديثه بأن اللقاء كان ممتعا وأنهم قضوا جميعا أوقاتا سعيدة في حين تعلن موبايلاتهم أن الشحن قد قارب على الإنتهاء.! 

الجمعة، 10 يناير 2014

 إنها الجمعة ..
وأظافري مطلية بلون حزين ..
وغرفتي باردة ..
الإ من حرارة الموصلات الكهربائية ..
للإنترنت وللايباد والأيبود والجالكسي واللاب توب والماك والكيندل ..
كل وسائل الإتصال والترفيه متاحة ..
وأنا جائعة ليد تطرق باب الغرفة !
الغرفة المليئة بالحيطان والستائر ..
والأغطية ..تغمرها رائحة الملل والمبيض
فراش كبير ..
ووسائد ليتها تتحول في الليل ..
إلى كف .. صدر ، أو حتى مسبحة.!
أفتح الفيسبوك ..
أتوارى خلف جبال اللايكات ..
التي أضعها على أشياء تعجبني وأشياء لا تعجبني ..
كيف يكون ذلك ؟ إنه يحدث حقا ..
حتى على أشياء تصيبني بالحزن العميق ..
أضع لايكا عليها ..
لأخبر صاحبها ..
أنني حقا حزينة لأجلك ..
هذا الدعم .. يوفر له بعض المواساة وإن كانت سطحية
وغالبا غير حقيقية وهشة ..
إنها قادمة عبر أثير لا يعرفه ..
وعبر شاشة مسطحة ومجموعة من الأزرار!
ولكنه يريده .. كلنا نريده
ونحتاجه بشدة ..
لدرجة أننا نستمر بتحديث الصفحة كل دقيقة ..
لنرى ماذا يقول الآخرون ..
-الذين نظل نصفهم بالقبح والجهل والبلاهة -
عن صورنا التي نحاول أن نجمّل بيها وجه العالم
-العالم الذي ما عاد عالما ،
والذي تحول بمغامرة حمقاء من طالب صغير
إلى مجرد كتاب-
عن اراءنا التي لا تهم أحدا
والتي يطمرها التايم لاين ..
إلى غير رجعة ..
إلا بالنبش كما تُنبش قبور الموتى ..!
لقد سئمت من كوني قبر متاح للنبش ..
في فضاء محموم ومتسارع ..
ومن كوني كائن لم يعد يعرف سوى الضحك الإلكتروني ..
والنقر بالأصابع بدل المصافحة ..
إن ذلك يجعلني أركز كثيرا في يدي وأصابعي ..
لأكتشف أنها مطلية بلون حزين ..
وأنني لا أمتلك " استيون "
لإزالته ..



it's too clod to stay alive ..



لولا إنني لا اؤمن بالله كما يجب ..
لقلت أن السماء جاحدة جدا لتجمعنا مرة أخرى ..
مثلما تجمع الأنبياء بعد موتهم ..
على مائدة الطعام ..
وعلى فروج الحور العين ..
وعيدان القصب ..
وأنهار العسل ..
والخمر المغشوش ..
لأنه لم يحفظ بشكل جيد..
ولكنني لست نبية ..
ولا أنت قديس ..
ولا حبنا جنة ..
ولا كان لقاءنا سوى حلم سيئ السمعة ..
مثل أحلام كل الشبقين في بلدان الطهر ..
وهم يسرقون لحظة لا تكون فيها السماء ..
قد قررت أن تكون منظارا كبيرا ..

10 - يناير-2014

يوم الجمعة!