الجمعة، 21 مارس 2014

20-03-2003




كتب عراقي ذات يوم بعد احتلال العراق ، لا أبشع من أن تقف في طابور طويل وأنت تستعد للتفتيش من قبل أجنبي يحتل أرضك لأنه يعتقد أو يشك أن 99 من بين 100 يمرون خلال هذا المعبر للضفة الآخرى من الأرض الموحلة هم مجرمون .. تخيل هذا الأجنبي الذي قتل ما يزيد عن 65% من أهلك الأبرياء في حرب غير مبررة  - وكل الحروب كذلك - يعتقد أنك جازما أنك مجرم ويجب أن تفتش وتضرب على قفاك دون أن يكون لك أدنى حق في أن تعترض.. في أحد المسلسلات الأمريكية  ، يذهب طيار شارك في الحرب الأمريكية على العراق إلى طبيب نفسي لأنه يعتقد أنه فقد إنسانيته تماما بسبب تلك الحرب ! قال أنه لم يكن يرى في الأهداف التي كان يحددها بدقة ويؤشر عليها بعلامة حمراء إيذانا بضربها سوى علب كبريت صغيرة .. أنا لم اتأثر أبدا بما فعلته يا دكتور( يقول الطيار ) حتى عندما رأيت الخراب يبتلع تلك الأرض التي أوهمونا أنها مصدر كل الشرور في العالم .. لم يهتز كياني وأنا أرى الأمهات يصرخن ويختلط سواد أرديتهن بالدموع في مستشفى الفلوجةبعد كل قصف ..لم أرى في تلك البيوت التي سقطت على رؤس قاطنيها بفعل ضرباتي أنا وزملائي سوى زرائب خربة مليئة بالعفن الآدمي الذي يجب أن يُزال ، كنا ننتهي من طلعاتنا الجوية ونحتفي لاحقا في القاعدة العسكرية ونحن نشرب نخب الإنتصار صارخين المجد لأمريكا دون التفكير في الأكوام البشرية التي تسحل تحت وطأة القصف المحدد بأحداثيات دقيقة تجرده من كل شئ ولا تتعامل معه الإ كونه هدف مشروع .. هل كنا نعتقد أن تلك الأهداف خاوية على عروشها ولا يسكنها أحد يا دكتور ؟ الإجابة المرعبة لا .. وأننا لم نكن حقا نبالي !